القضية 24 : كوثر عدل
في ظل الفاجعة الأليمة التي شهدها إقليم القنيطرة إثر تناول مادة “السبيرتو” السامة، والتي أودت بحياة 21 شخصًا وأصابت 95 آخرين، بادر شباب القنيطرة بتنظيم مبادرة إنسانية لتقديم الدعم والمساندة لعائلات الضحايا المتجمعة أمام مستشفى الإدريسي. تأتي هذه المبادرة في إطار الجهود التضامنية لمساعدة العائلات المتضررة وتخفيف معاناتهم في هذه الأوقات الصعبة.
توافد الشباب المتطوعون، تقودهم السيدة عتيقة، زوال اليوم الثلاثاء حاملين وجبات غذائية ومياه للشرب، وتوزيعها على العائلات التي تترقب أخبار ذويها المصابين في المستشفى. جاءت هذه الخطوة بدافع التضامن والتكاتف مع أهالي الضحايا، حيث أدرك الشباب أهمية تقديم الدعم المعنوي والمادي لتخفيف معاناة العائلات التي فقدت أحباءها أو تنتظر تحسن حالة المصابين.
تم تنظيم هذه المبادرة بشكل جيد، حيث قام الشباب بتنسيق جهودهم لضمان وصول الوجبات الغذائية بشكل منتظم ومتساوٍ لجميع العائلات المتواجدة أمام المستشفى. كما حرص المتطوعون على تقديم الطعام والماء بشكل منتظم، مع مراعاة إحتياجات العائلات وأذواقها المختلفة. و لم تقتصر جهود الشباب على تقديم الوجبات فقط، بل شملت أيضًا تقديم الدعم النفسي والمعنوي للعائلات، من خلال التواجد بجانبهم والإستماع إلى همومهم ومواساتهم.
لاقت مبادرة شباب القنيطرة إستحسانًا كبيرًا من قبل العائلات والمجتمع المحلي ووسائل الإعلام، حيث عبر العديد من الأهالي عن إمتنانهم لهذه المبادرة الإنسانيةكما أشاد السكان بروح التضامن والتآزر التي أظهرها الشباب، والتي تعكس القيم النبيلة للمجتمع المغربي في الوقوف مع المتضررين ودعمهم في الأزمات.
على الرغم من النجاح الذي حققته المبادرة، واجه الشباب المتطوعون بعض التحديات، منها توفير الموارد اللازمة لضمان إستمرارية تقديم الدعم للعائلات على مدار الأيام المقبلة. إلا أن روح العزيمة والتكاتف بين المتطوعين كانت العامل الحاسم في تجاوز هذه التحديات، حيث إستمرت الجهود لجمع التبرعات من طرف شباب القنيطرة لدعم هذه المبادرة الإنسانية.
تأتي مبادرة شباب القنيطرة كتجسيد لأهمية الدعم المجتمعي والتضامن في أوقات الأزمات. تعكس هذه الخطوة الإيجابية دور المجتمع المدني والشباب في مواجهة الكوارث والمساهمة في تخفيف معاناة المتضررين. تظل مثل هذه المبادرات الإنسانية ضرورية لتعزيز روح التكافل الاجتماعي، ودعم الجهود الرسمية في معالجة آثار الكوارث والتخفيف من حدتها على العائلات المتضررة.
تؤكد مبادرة شباب القنيطرة على أن التضامن والتآزر هما مفتاح مواجهة الكوارث وتجاوز المحن و يبقى الأمل معلقًا على تواصل هذه الجهود النبيلة وتكثيفها، لضمان تقديم الدعم الكامل لعائلات الضحايا والمصابين، والمساهمة في بناء مجتمع متماسك قادر على الوقوف صفًا واحدًا في وجه التحديات.