مغرب العز بين الأمم: مسؤوليات التسيير تنذر بالفشل

0


القضية 24 عبدالله الأنصاري
تتداول فئة كبيرة من المواطنين المغاربة و بمختلف الشرائح العمرية موضوعا له من الأهمية ما يؤهله ليكون شائكا وقد يصل إلى درجة الخطورة.
ويتعلق الأمر بالمستوى الفكري والعلمي والدراسي أيضا لدى العديد من المسؤولين وخصوصا المنتخبين بمعظم الجماعات الترابية ، حيث بات المواطن المغربي يقف خجولا مندهشا للأساليب الحوارية داخل المجالس وضعف بعض الرؤساء على مستوى تسيير الجلسات إذ أضحت بعض القاعات عبارة عن تجمعات للتنابز وتبادل التهم . والمؤسف أن أغلب هذه الدورات يتم نقل أطوارها عبر وسائل الإعلام مما يجعل الصورة التي تصدر حول التسيير في مغرب الرقمنة في القرن الواحد والعشرين مستفزة جدا وتدعو إلى خطوة إلى الوراء من أجل خطوات إلى الأمام .
مؤسف أن نسمع ألفاظا لا تنتمي لأي لغة و ما عهدناها سابقا ،تصدر عن مسؤولين وضعت فيهم الساكنة ثقتها أو وجدوا أنفسهم مسؤولين على الشأن العام دون أي مؤهل علمي أو تكوين مسبق . والسؤال المطروح هل يعجز المسؤولون عن توحيد لغة الحوار ؟
عندي ما يگال…خوذ الكلمة …التبرهيش…عيقتوا… غنخليوا لك هاد الجماعة…عبارات وغيرها يجب أن تنذتر من طاولات النقاش لأنها لا تمت إلى أسلوب الحوار وروح المسؤولية في شيء. وخلال تمحيصنا في حقيقة الفعل وجدنا أن من المنتخبين من يجهلون مبادىء الأحزاب التي ينتمون إليها ،بل ومنهم من يجهل إسم الأمين العام للحزب ومكونات مكتبه ، والمؤسف جدا أن العديد منهم لا يعير مطالب من يمثلهم أي إهتمام ،بل منهم من تنكر لهم كليا ضاربا بذلك عرض الحائط الهدف الذي توخاه منه المواطنون والدستور.
أما على الصعيد الجمعوي فقد برزت جمعيات تقمصت مسؤولية تمثيل المجتمع المدني وتضم في مكاتبها بعض الأشخاص ليست لهم أية ذراية بالعمل التطوعي وكيفية ممارسته ،بل إن منها من لا يعرف المجتمع إلا رئيسها في غياب تام لباقي الأعضاء ، وجمعيات أخرى تعددت أسماؤها لكنها تضم نفس الأعضاء مع إختلاف في المهام فقط .
وعلى صعيد الصحافة والإعلام نسجل أن المجال أصبح يضم كل من هب ودب ،فأغلب من يتعاطى لهذا المجال وخصوصا الإلكتروني منه لا يمتلك المؤهلات الضرورية حيث بات مليئا أشباه الأميين وذوي السوابق والعديد ممن لا يتوفر فيهم أدنى الشروط لمزاولة مهنة صاحبة المتاعب.
ومجالات أخرى عمها الجهل والفساد حتى أصبحت بعض المدن تعيش على وقع فوضى وتسيب غير مسبوقين.
فأي مستقبل ينتظر بلدنا في ظل هذه المعطيات الضعيفة ؟ ومن المسؤول على هذا المآل ؟ وهل من بدائل؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.