القضية 24 :عبد الله الأنصاري
طفت على سطح وسائل التواصل الإجتماعي ظاهرة خطيرة تهدد مستقبل البشرية ،حيث يتم إستغلال الأطفال بصور بشعة من أجل كسب المال ،وأصبح الكثير ممن يملكون صفحات أو قنوات على الوسائل الإفتراضية المذرة يستغلون الأطفال في فيديوهات مختلفة ،منها ما يتعلق بالتنظيف والطهي و منها ما يرتبط بالأزياء أو ما يسمى بالأناقة والجمال وغير ذلك من المجالات التي تهم الحياة الحقيقية .
والمثير في الموضوع هو أن هؤلاء الأطفال يتم إستغلالهم في أدوار لا تتلائم مع أعمارهم ،ونظرا لأن ذلك يجني أموالا فإن معظم هؤلاء الأطفال يفرطون في دراستهم مبكرا ويلتجؤون إلى إنشاء قنوات أو صفحات خاصة بهم ،وقد يؤدي ذلك إلى ثراء مبكر يتوازى مع سن المراهقة الذي يعتبر مفترقا للطرق في حياة كل إنسان .
فماذا ينتظر المجتمع من طفل غني ليس له مؤهل علمي ؟
تبدو الإجابة واضحة ،حيث إن الفعل سيؤدي حتما إلى إنتشار أنواع الإنحراف بداية بالتدخين مرورا بتناول المخدرات والخمر والمهلوسات والإتجار في الممنوعات وإرتكاب الجرائم و …وصولا إلى السجون .
وحسب المعطيات الواضحة فإن معظم الفتيات تعرضن للإغتصاب من طرف هذه الطينة الثرية من المراهقين ، فكان مصيرهن الإنحراف مصحوبا بأبناء بدون نسب .
وإن كنا نرى أن القانون يجرم تشغيل الأطفال ويعاقب عليه ،فإن هذه الظاهرة وجدت مدخلا مهما وموقعا مريحا لفرض نفسها ، وقد ساهم بعض الآباء والأمهات أيضا في إستفحال الظاهرة حيث أباحوا لأطفالهم التعاطي لهذه الأفعال ، مما أثار حفيظة الجيران والمعارف ليسيروا على منوالهم ،حتى غصت وسائل التواصل الإجتماعي بأطفال من الجنسين يتم إستغلالهم على أيدي الأقارب والبعاد.
إن الموضوع أضحى يشكل خطرا على مستقبل الحياة البشرية سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا ،وينذر بجيل مادي فاشل ،خصوصا في دول العالم الثالث ،وبات من الضروري تدخل القانون في محاربة هذه الظاهرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه…..وللحديث بقية
السابق بوست