وجدة: هشام زهدالي…
كارثي هو الوضع الصحي بمدينة دبدو، وقاتمة هي آفاق التطبيب بهاته البلدة المنكوبة، وكثيرة هي الأسباب التي أبدت هكذا حال، حتى غدا الحديث عن الصحة غير منفصل عن قواميس العبث، والفوضى، والاستهتار، واللاشيء.
هذا وتحتضن مدينة دبدو، شبه مستوصف يتيم، لم يتبقى منه سوى الإسم، أضحى بلغة المنطق غير قادر، بل يصرخ عجزا عن توفير الخدمات الاستشفائية لساكنة جاوزت 40000 ألف نسمة بإحتساب الجماعات المجاوة التي تحج للمدينة طلبا لاستشفاء معتوه، بل لنقول معتوه.
لاكفاية الموارد البشرية التي بامكانها إحتواء عدد ك 40000نسمة، اذ لايعقل ان يستشار طبيب واحد في حضرة الالاف حتى وان خصص دقيقة وحيدة لكل مريض، ناهيك عن غياباته الغير منقطعة، اذ أضحى غيابه هو القاعدة، وإن سجل حضوره فذاك هو الاستثناء، مبرره في ذلك تنقيلاته تحت طلب الوزارة الوصية لمستوصفات اقليمية أخرى سدا للفراغات…
عجيب هو تدبير الاوصياء على قطاع، تبقى حساسيته أجدر بالاهتمام والجدية، اذ لايعقل ان يتم تنقيل طبيب من مستوصف، ويتم رصده لجهة أخرى، تاركين المصائر الصحية لآلاف من المواطنين بيد الأقدار، في تجاهل تام لآدمية حاملي بطائق التعريف الوطنية،.
أي ارتجالية هاته، واي منطق يسعى المسؤولون الى التعامل به، واي ضمير هذا الذي يضرب الحق الدستوري في العلاج، وشعارات الصحة للجميع عرض الحائط.
معاناة الدبادبة لاتتوقف عند هذا الحد، بل تتمد لتصل الى مكابدتهم لاجل الحصول على أدوية، من المفروض أن تكون متوفرة بالمستوصف، وحتى وان توفرت فان الاستفادة منها يشوبها الكثير من اللبس حسب تصريحات العديد من المواطنين الذين اضحى هذا الحال يؤرقهم، ويقض مضاجعهم، ناهيك عن غياب وسائل الإسعاف الاولية، والتي من قلتها تدخل في حكم العدم.
كل هاته القتامة يفاقمها غياب مستعجلات القرب، التي تبقى مطلبا قديما جديدا للساكنة التي لم تستوعب عدم الإستجابة لهكذا مطلب، منذ سنوات رغم رزمانة الملتمسات والمراسلات التي رفعت للأوصياء على القطاع.
المثير للإستغراب ان كل هذا يحدث ويعتمل داخل المستوصف الدبدوبي اليتيم، ومصالح الصحة والسلطات المحلية والمنتخبون في سبات عميق لايحركون ساكنا، الا من مبادارات محتشمة لم تتعدى حد التواصل مع المندوب الاقليمي، الذي يقدم وعودا وردية، سرعان مايلتهمها النسيان،.
أمام هذا الوضع الشاذ، سارعت الساكنة ممثلة في الجمعيات المدنية الى النزول الى الشارع للتظاهر رفضا لهذا الواقع المزري، مطالبة المعنيين التدخل لوقف هذا النزيف والالتفات العاجل لهذا الشذوذ التدبيري، في أفق ايجاد حلول عاجلة لهاته المعاناة التي يعيش على ايقاعها سكان مغلبون على أمرهم،
إلى ذلك قال المشاركون في تظاهرة امس الاربعاء، ان خروجهم للشارع، لن يكون مجرد ردة فعل على هذا الوضع الحالك لحال الصحة بالمدينة، بل هو أول حلقة في سلسلة النضال المشروع في سبيل تحصين الحق الدستوري في الإستشفاء، وفق القوانين والمواثيق الدولية المؤطرة.