القضية 24: متابعة
هذه اللوحة لا تتضمن وجوب التوقف المطلق إلى حين أن يعطيك الشرطي أو الدركي الإشارة بالتحرك، بل مضمون العلامة هو التوقف لثانية أو ثانيتين إمتثالا لها، وبعد ذلك يمكنك إستئناف السير، أما الذين يبقون متوقفين إلى أن يعطيهم الشرطي أو الدركي الإشارة بالتحرك فهم يحملون العلامة أكثر مما تحتمل، ويفسرون مضامينها أكثر مما تتسع.
كتجربة شخصية، ففي العديد من المحطات أجد هذه العلامة فأتوقف لثانية او ثانيتين وأنطلق، ولا أجد أي مشكل مطلقا، بالعكس رجال الشرطة أو الدرك يقولون لي أن أغلب المواطنين يظلون متوقفين حتى يتلقوا إشارتنا بالتحرك، فكيف لنا أن نعطي الإشارة لجميع السيارات التي قد يزيد عددها عن الآلاف يوميا.
مدونة السير على الطرق بعد تعديلها سنة 2016 بمقتضى القانون رقم 116.14 أو مراسيمها التطبيقية لا تتضمن أبدا التمييز بين لوحة التوقف الخاصة بالسد الأمني أو لوحة التوقف الخاصة بالطرقات العادية، مما يستتبع ذلك إتحادهما في المعنى والمضمون.
ومع كامل الأسف، هناك بعض رجال الشرطة أو الدرك يحررون محاضر مخالفات لمن توقف عند اللوحة وأنطلق بعدها، لا لشيء إلا لجهل هؤلاء بقانون السير وتطبيقاته والبلاغات الصادرة بشأنه خاصة البلاغ المشترك الصادر عن وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك ووزير الداخلية عدد 2805.14 الصادر بتاريخ 1 غشت 2014 الخاص بالتشوير الطرقي.
أما علامة خفف السير فلا تتضمن التوقف، بل فقط تخفيف السرعة إلى الحد المشار له في العلامة السابقة لإشارة التخفيف.
لذلك، أرجو من الجميع الإطلاع على القانون رقم 52.05 المتعلق بمدونة السير على الطرق بعد تعديلها سنة 2016 بمقتضى القانون رقم 116.14 وكذا على مراسيمها التطبيقية وخاصة البلاغ المشترك المذكور أعلاه، لأنها تفصل مجمل المدونة وتخصص عمومها وتشرح غموضها.
أخيرا، قبل وضع هذه التدوينة، فقد بحث وإستشرت، وأتمنى ألا أكون مخطئا.
بالتوفيق.
الأستاذ الباقوري عبدالرحمان، محام متمرن بهيئة المحامين بالدارالبيضاء.