بقلم الأستاذ خالد عنوز
مؤسسة الرعاية الإجتماعية: المركز المتعدد الإختصاصات “دار الرحمة” لإيواء الأطفال المتخلى عنهم والنساء في وضعية صعبة، فضاء للعمل الإنساني والجمعوي، ينتصب شامخا بالجوهرة الزرقاء شفشاون ليلخص طموحا وسنوات طويلة من الجد والكفاح والعمل الإنساني ببصمة وتوقيع البطلات عضوات جمعية حماية الأسرة المغربية بشفشاون.
أحدثت هذه المؤسسة للرعاية الإجتماعية بعد عمل طويل دام لعشر سنوات بشكل مؤقت بمستشفى محمد الخامس – شفشاون، وإنطلاقا من قناعة مفادها ضرورة وجود جسم مؤسساتي يحمي النساء والأطفال في وضعية صعبة، طموح وقناعة عاشت مخاضه وآلامه ثلة من حالمات شفشاونيات إنتهى بلحظة ميلاد سنة 2017 في الرابع من شهر غشت، حيث فتحت جمعية حماية الأسرة المغربية فرع شفشاون هذا الصرح الإنساني بشراكة مع الجماعة الترابية لشفشاون؛ والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية؛ ووزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية؛ والسفارة اليابانية؛ بالإضافة لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة.
السيدة “حنان قريش العلمي” رئيسة الجمعية؛ ورئيسة لجنة تدبير مؤسسة الرعاية الإجتماعية لإيواء الأطفال المتخلى عنهم والنساء في وضعية صعبة [دار الرحمة]، أوضحت في تصريح أدلت به للقضية24 أنّ المؤسسة تعمل على التكفل بالأطفال الأيتام والمتخلى عنهم، والأطفال لآباء مدمنين أو لآباء سجناء، بالإضافة للأطفال المتشردين، حيث توفر لهم الإيواء والأكل واللباس والتدريس والدعم التربوي، بالإضافة للمتابعة الصحية والنفسية والترافع لدى المحاكم من أجل إثبات الهوية، وبالنسبة للنساء في وضعية صعبة -زيادة على الخدمات التي سبق ذكرها- فإن المركز يترافع عنهن من أجل الحصول على حقوقهن من طرف الأزواج في حالة الطرد من بيت الزوجية، كما يأخذ على عاتقه العمل على إدماج المرأة في أسرتها إذا كانت أمّاً عازبة، ويواكبها لإدماجها في النسيج السوسيو-اقتصادي وذلك بتأطيرها داخل أوراش الخدمات المدرّة للدخل لتتمكن من العيش بكرامة.
وبخصوص الأنشطة تقوم الجمعية سنويا بنتظيم عمليات الإعذار للمقيمين بالمؤسسة، وأمسيات احتفالية للأطفال بمناسبة أعياد ميلادهم وتقدم لهم هدايا، كما تحيي احتفالات كذكرى المولد النبوي وعيد الفطر وعيد الأضحى المبارك… وذلك لترسيخ العادات والتقاليد المغربية في نفوسهم، مع ما يواكب هذه المناسبات من طقوس ومراسيم كوضع الحناء وارتداء الألبسة التقليدية وإعداد الحلويات… وسط أجواء تشيع الفرح والسرور في قلوبهم الصغيرة.
هي خدمات جليلة وكثيرة؛ عند عرضها يتبادر للذهن سؤال ميزانية التسيير ومصادرها؛ وبهذا الخصوص أوضحت السيدة حنان قريش العلمي؛ أنه في إطار ضعف منح مؤسسات الدولة تقوم مؤسسة الرعاية الاجتماعية بالتعاون مع المحسنين الذين تتدخل أياديهم البيضاء بالدعم والمساندة مشكورين على ذلك، وفي هذا السياق أكدت السيدة الرئيسة أن المؤسسة تُبقي أبوابها مفتوحة ومشرعة لأي جهة أو شخص تريد أو يريد زيارة الدار ليتعرف عن قُرب عليها ويتعاون مع القيمات لرسم الابتسامة على وجوه المستفيدات والمستفيدين.
ومن جهتها أكدت السيدة “نزهة أشطوط” النائبة الأولى لرئيسة جمعية حماية الأسرة المغربية بشفشاون، والتي تعمل بهذا الفضاء منذ تأسيسه، أن “دار الرحمة” نقطة بيضاء في عالم نساء وأطفال لم يختاروا وضعهم؛ وبذلك فهم أشخاص عاديون مثلنا يجب أن يتمتعوا بحقوقهم كاملة، ويُضمن لهم العيش الكريم كباقي المواطنين، أنا -تقول نزهة أشطوط- لا أدخل هذه الدار لأتواجد فيها بل هي التي تتواجد بداخلي، تسكنني لأنها تجسد العديد من مفاهيم الإنسانية وأحب البقاء فيها لأنها عالم مفعم بالحب والعطاء.