بقلم الأستاذ خالد عنوز
عديدة هي مظاهر معاناة التلميذات والتلاميذ بالعالم القروي خاصة في الأيام الممطرة من فصل الشتاء. في جماعة لغدير بإقليم شفشاون يجد تلاميذ المنطقة المتوجهين إلى المؤسسة التعليمية أنفسهم أمام مغامرة عبور الوادي -لوكوس- وأرجلهم تترنح فوق حجيرات قاموا بتصفيفها لتعبد لهم الطريق، طريق الوصول إلى المدرسة. البعض منهم ومنهن يسلك إلى الجانب الآخر بسلام بينما آخرون وأخريات ينتهي بهم الأمر بالوقوع في النهر، لكنهم رغم ذلك ينهضون وثيابهم مبللة ليواصلوا عملية العبور، فمقعد الدراسة ينتظر، مغامرة يتكرر خوضها كل صباح ذهابا، وكل مساء إيابا بدون كلل أو ملل، وتزداد المعاناة التي يتكبدونها حدة كلما إرتفع منسوب المياه بالنهر. لسان حالهم يقول إلى متى؟ إلى متى سنظل نصل إلى مؤسستنا منهكين مكدودين أطرافنا السفلية مبللة بمياه النهر كي نتعلم؟ متى ستلتفت الجهات المعنية والمسؤولة إلينا؟ نريد أن نتعلم وندرس ونرتقي… لذلك سنظل نعبر الوادي في انتظار أن تُعبّد لنا الطريق إلى المدرسة.