علی خلفية العثور علی رضيعة ملقاة بين حاويات القمامة بأسفي

0

ابوالخير

أكيد أن إلقاء رضيع في سلة قمامة جريمة وعمل تأباه كل فطرة سليمة، وأنه فعل جارح للذوق الإنساني؛ واكيد أيضا أنه لا توجد أم أو لا أب يقوم بهذا الفعل في حق فلذة كبده، كونه مخالف للغريزة أساسا، سواء تعلق الأمر بالحيوان أو الإنسان، ووجود رضيع مرمي بين الأزبال اليوم شيء واقع لا يخفى على عامة الناس، وحاصل لا مفر منه، يستدعي الوقوف لحظة عند كم الألم الذي تحمله المتخلي والمتخلى عنه في الوقت ذاته..

يرد بعض المختصين ذلك إلى العلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج وإلى عدم قانونية الإجهاض، بينما يقول آخرون أن أصحاب هذه الحجة لهم أجندات لا ترمي إلى حل المشكل بقدر ما تبحث عن خلق مجتمع حداثي يخالف البنية والهوية، وبين هؤلاء وهؤلاء إحصائيات مبالغ فيها وأخرى لا تنفي وجود الفعل الجرمي ثم تحدد الإحصاءات الرسمية بأسف..

والذي يهمنا اليوم بعيدا عن التجريم وعن القانون وحتى عن الشرع هو البعد الإنساني، فرغم تاطير السلوك بالدين والقانون والعرف والتقاليد لم يتغير، بل تطور إلى مادة إعلامية وخبرا يتناقل بين الناس بشكل آلي، ثم حدثا يضمن في سجل المسامرة..

والظاهر أن الواقع المر يجعل الإنسان يفكر في اتخاذ وجهة نظر أحادية ومرارة واحدة تكفيه بعض المرارات المتراكمة في غياب التواصل والتنازل أحيانا لفائدة قبول فكرة مخالفة فضلا عن التعامل معها بالتبني..

والسؤال اليوم غير متعلق بالجريمة ولكنه متعلق بعلاقة السلوك الإنساني بضغط الواقع، وعلاقة غياب التواصل بالإيمان بالإختلاف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.